الأحد، 3 أكتوبر 2010

قوم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ( من هم )


*********************************************
******************
اللهم اغفر لكل من قرأ هذا الموضوع لأخره وكل من نشره وكل من عقله وعمل به

عَنْ ثَوْبَانَ-رضي الله عنهَ- :عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :
لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا ..
قَالَ ثَوْبَانُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ .
قَالَ" أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا
رواه ابن ماجه في سننه، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم ( 505 ) ،وصحيح ابن ماجه رقم (3442)، و صحيح الترغيب والترهيب رقم (2346) .

معنى الحديث
*****************
فمعنى "محارم الله" أيْ: مَا حرمه مِنْ كبائر الذنوب وصغائرها.
انتهكوها: أيْ: فعلوها وارتكبوها ..
يحْتَمِلُ الحديثُ معنيين: الْمَعْنَى الأَوَّل: أَنْ يُرادَ بِهِ صنف منَ الناس لا يعملون المحرمات أمام النَّاس خوفاً مِنَ النَّاس لا مِنْ بَابِ الخَوْف منَ اللهِ، (وَهَذَا ينطبق عَلَى أَهْل النفاق والرِّياء) ، فإذا غابوا عَنْ أعين النَّاس وخلو بأنفسهم ارتكبوا تِلْكَ المحرمات لانعدام خوفهم مِنَ الله أَوْ ضَعفِهِ الشديد كالزنا واللواط والظلم والتزوير والكذب وَنَحْو ذَلِكَ.

الْمَعْنَى الثَّانِي: أنْ يرادَ بِهِ صنف منَ النَّاس لا يعملون المحرمات فِي الظاهر ستراً عَلَى أنفسهم، وَلَكِنْ يُغْرِقُون فِي الذنوب والمعاصي إِذَا خلو فِي أنفسهم مِمَّا يَدُلُّ عَلَى جرأتهم عَلَى الله، وغلبة الشَّرِّ عَلَيْهِمْ ، وإن لَمْ يكونوا منافقين ولا مرائين ..

أنه يأتي أناس يوم القيامة من بني قومنا يتكلمون بلغتنا نعرفهم ويعرفوننا، ولكن الله يجعل أعمالهم هباء منثوراً تضيع عليهم ويخسرونها فلا تنفعهم أعمالهم فيكونون من أهل النار، لماذا؟ لأنهم قوم فجار ماكرون فهم أمام الناس من المصلين المحافظين، أما إذا غابوا عن الناس فجروا ومكروا فلم يرعوا الله وقارا، ولم يستحوا من ربهم في الوقوع في المحرمات وانتهاك الأعراض من السب والغيبة والنميمة، والظلم،والتعدي، على حقوق الآخرين،
كما قال تعالى: "يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً" [النساء:108]
وكما في حديث المفلس الذي يأتي بصلاة وصدقة وصيام ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وضرب هذا، وسفك دم هذا، فيؤخذ لهذا من حسناته، وهذا من حسناته فإذا فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه فطرح في النار" رواه مسلم، نعوذ بالله من الخسران.

المسلم في هذه الحياة الدنيا له هدف عظيم وغاية كبيرة يسعى إليها في كل أعماله وأقواله وتصرفاته ، إن الجنة هي

الهدف الأسمى لكل مسلم والطريق إليها هو ماجعله الله سبحانه مقصوداً لخلق الجن والإنس وهو عبادة الله سبحانه وتعالى ( وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) .

هذه الحقيقة تحتم على المسلم أن ينظر إلى حياته نظرة راغب فيما عند الله وأن يجعل من دنياه مزرعة لأخرته وإذا أردتم

أن نبسط لكم القول في المقارنة بين الدنيا والآخرة فاسمعوا إلى قول الله تعالى

( قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً } .

وإلى قوله جل شأنه

{ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }

وقوله سبحانه وبحمده

{ وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ }

. حتى أن الله سبحانه اختار لنبيه صلى الله عليه وسلم ماهو خير وأبقى

فقال { وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى } .

إذا كانت هذه الحقيقة لأتخفى على شريف علمكم ، وعلى حسن بصيرتكم ، فإن الناظر إلى حال بعض المسلمين اليوم

يجد من التناقض في حياته الشيء العجيب الذي يصور للناظر أن هذه الحقيقة باتت غائبة عن ذلك المسلم ، وكأنه

المقصود في قول الله تعالى ( بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى ) .

في حياة بعض المسلمين ، ومن ذلك من يعمل الصالحات ، ويحصد من الحسنات ، بل إنه يقوم من الليل كما يقوم

المتهجدون ، لكن ما سر تناقضه ، لنستمع إلى الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم وهو يصف لنا رجلاً تلك حاله وتلك

أوصافه لكنه وقع في التناقض البغيض يقول صلى الله عليه وسلم ( لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات

أمثال جبال تهامة بيضا فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا قال ثوبان يا رسول الله صفهم لنا جلهم لنا أن لا نكون منهم

ونحن لا نعلم قال أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ) رواه ابن ماجة بسند صحيح .

قال الإمام ابن القيم رحمه الله (اجمع العارفون بالله أن ذنوب الخلوات هي أصل الانتكاسات ) إن هذا التناقض بين عمل الظاهر والباطن ، بين العلانية والسريرة ، بين الجلوة والخلوة ، دليل على ضعف الإيمان ، وضعف المراقبة لله سبحانه فالله جل جلاله مطلع علينا

{أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى } العلق14.

ثم إنه من التناقضات البغيضة الرجل ذو الوجهين ، الذي كل يأت كل قوم بوجه ، فهو من شرار الناس كما أخبر بذلك

المصطفى صلى الله عليه وسلم فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( تجد من شرار الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه ) رواه البخاري ومسلم .

قال الإمام ابن حجر رحمه الله ( شر الناس لأن حاله حال المنافق إذ هو متملق بالباطل وبالكذب مدخل للفساد بين الناس )

وقال الإمام النووي رحمه الله ( هو الذي يأتي كل طائفة بما يرضيها فيظهر لها أنه منها ومخالف لضدها وصنيعه

نفاق ومحض كذب وخداع وتحيل على الاطلاع على أسرار الطائفتين وهي مداهنة محرمة )

من أعجب الأشياء أن تعرف الله ثم تعصيه، وتعلم قدر غضبه ثم تعرض له، وتعرف شدة عقابه ثم لا تطلب السلامة منه،

وتذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لا تهرب منها ولا تطلب الأنس بطاعته.

قد يبتعد الإنسان عن المعاصي والذنوب إذا كان يحضره الناس، وعلى مشهد منهم، لكنه إذا خلا بنفسه، وغاب عن أعين الناس، أطلق لنفسه العنان، فاقترف السيئات، وارتكب المنكرات،

وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرَاً بَصِيراً [الإسراء:17]

وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [البقرة: 74 ] .

قوة المراقبة لله، والعلم بأنه شاهد رقيب على قلوب عباده وأعمالهم، وأنه مع عباده حيث كانوا فإن من علم أن الله يراه

حيث كان، وأنه مطلع على باطنه وظاهره وسره وعلانيته، واستحضر ذلك في خلواته، أوجب له ذلك ترك الماصي في السر

(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) [ق:16].

إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل *** خلوت ولكن قل عليّ رقيبُ

ولا تحسبنّ الله يغفل ساعةً *** ولا أن ما نخفيه عنه يغيبُ

إن تقوى الله في الغيب، وخشيته في السر، دليل كمال الإيمان، وسبب حصول الغفران، ودخول الجنان، بها ينال العبد كريم الأجر وكبيره

فالمسلم الحق هو الذي عرف أنه خلق لعبادة ربه وأن مكافأته على ذلك جنة عرضها السموات والأرض بعد رحمة الله

سبحانه وتعالى ، فعليه أن يزن أعمالها كلها بهذا الميزان فإن كان العمل مما يقرب الله فليلزمه وإن كان العكس فليحذر ولا

يأت ما يسخط الله فإن هو فعل فقد عرض نفسه لعقاب الله ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

{أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ } الجاثية21... .

اخي واختي ... يعلم الله تعالى اني حريص عليكم جميعاً وإن كنت لي مصائب اسأل الله تعالى ان يغفر لي ولكم

وللمسلمين وان يتقبل توبتنا جميعاً اللهم امين واعلم اني اقلكم ادباً وعلماً لكن انصح نفسي اياكم بصوت عالى مرتفع

لعل احد منا يسمعه انظر الى هذا الحديث معي ... قال النبي عليه الصلاة والسلام : { لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم

القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله هباءً منثوراً }، قيل: يا رسول الله صفهم لنا، جلّهم لنا، أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم؟ قال: { أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم قوم إذا خلو بمحارم الله انتهكوها } نسال الله تعالى الستر لي ولكم وللمسلمين اللهم امين

أيها الناس اتقوا الله حق التقوى واستمسكوا بالعروة الوثقي فان أجسادكم على النار لا تقوي فستذكرون ما أقول لكم

وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد ... وما كان من توفيق فمن الله وحده وما كان من خطا او زلل او سهو او نسيان

فمني ومن الشيطان . والله ورسوله منه براء . واعوذ بالله ان اكون جسرا تعبرون عليه الى الجنة ويلقى به في جهنم ثم

********************************************************
منقول للاهمية القصوى .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق